لا تتعالى فى البنيان , لا تتجاوز قدر كان , وأعلم أنك كتب تاريخك من أزمان
لا تعجل رزقا فى الغيب فغيب الرزق لدى الرحمن , قسّم أقواتا , قدّر أرزاقا للإنسان
لن تحصد يوما زرع يديك بل تجمع جزء من إحسان , و لو أن يكافأ مرء بعمله لضاع الجمع من العصيان,
لكن العدل بعد الفضل يجازى بعطف أيا كان , و يمن بحلم , يهب بكرم من المنان
فلا تتعالى فى البنيان وتجعل ناس تحت القدم وتجعل رويبضات تيجان
فالكل سواء عند الخلق , الكل سواء عند الموت , الكل سواء تحت تراب بين الديدان
الخَيّر منهم عند الله من خاف مقام للرحمن , من كان جزاء خوفه جنتان
وما عدى ذلك فالكل مهان
فأكرم نفسك بخوف الله وطاعة نبيه و حفظ القرآن
وأجعل عملك تحت قدمك وأجعل رجاءك ثقل الميزان
وتب قبل تيبس الأجساد , وتعفن الأركان
وأجعل أخر قولك
اللهم أغفر وأرحم وتجاوز عما تعلم أنك أنت المنّان